الصارم المسلول
28-11-2007, 05:34 PM
سؤال إلى الشيخ عبدالرحمن السحيم:
ما حُـكم إتيان الذَّكر لذَكَرٍ مثله ؟
الجواب: هذا الفعل كبيرة من كبائر الذُّنوب ، وقد سمّاه الله فاحشة ، فقال سبحانه وتعالى على لسان لوط :
( أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ )
وأهلك الله أمة من الأمم بسبب هذه الجريمة البشعة ، فأهلكهم بأنواع العذاب ، فجعل عاليها سافلها ، وأرسل عليهم حجارة من طين .
قال سبحانه وتعالى عن قوم لوط : ( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ )
ومن عمِل مثل عمَل قوم لوط استحق القتل ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه .
وقد أثنى الله تبارك وتعالى على من حفِظ فرجه ، فقال سبحانه وتعالى : ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )
ق
ال ابن جرير : وقوله : ( فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ ) يقول : فمن التمس لفرجه مَـنْـكَـحـاً سوى زوجته وملك يمينه ( فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) يقول : فهم العادون حدود الله ، المجاوزون ما أحل الله لهم إلى ما حرم عليهم ، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ( أي أهل التفسير ) . انتهى .
وقال القرطبي في التفسير : فسمى من نكح ما لا يحل عاديا ، فأوجب عليه الحد لعدوانه ، واللائط عادٍ قرآنا ولغة بدليل قوله تعالى : ( بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ) .
وقال : ( فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) أي المجاوزون الحد من عدا أي جاوز الحد وجازه . اهـ .
وقال ابن القيم - رحمه الله - في الآية : وهذا يتضمن ثلاثة أمور :
من لم يحفظ فرجه يكن من المفلحين ، وأنه من الملومين ، ومن العادين
ففاته الفلاح ، واستحق اسم العدوان ، ووقع في اللوم ؛ فمقاساةُ ألمِ الشهوة ومعاناتـها أيسرُ من بعض ذلك . اهـ
والله تعالى أعلى وأعلم .
&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&
الشيخ /عبدالرحمن السحيم
وفقه الله لم يحب ويرضى وسدد خطاه.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
نريد تفصيل في الخطأ الحاصل من كلمة (لوطي) ونسب هذا العمل الفاحش إلى نبي الله لوط عليه السلام في اللفظ .
مع العلم أني سمعت قبل فترة وجيزة كلمة للشيخ /عبدالقادر شيبة الحمد , حول هذا الموضوع , وأنهُ من الخطأ قول هذه الكلمة .فنريد تعليق منكم , وأرجوا التفصيل .
جزاكم اللهُ خيراً
أخوكم / أبو حمد
الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
و بارك الله فيك
نسبتها إلى لوط عليه السلام خطأ واضح ولا شك . إلا أن من ينسبها ( لوطي ) أو ( لِواط ) لا يقصد نسبتها إلى لوط ، وغنما لأن هذا عمل قوم لوط
واللفظ إذا دار بين ممنوع ومَسوح أنه يُقدّم المنع .
ألا ترى أن الله تبارك وتعالى قال لأصحاب نبيِّـه صلى الله عليه وسلم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا ) لأن هناك من قال ( راعنا ) بقصد آخر ، وهو ( راعناً ) من الرّعونة
وقد قالتها اليهود .
ثم إن هذا الاسم ( لوطي ) أو ( لِواط ) لم يَرد في لسان الشرع ، وإنما ورد " عمل قوم لوط " أو " الفاحشة " كما سمّاها الله تعالى .
قال تعالى : ( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ) .فالواجب أن تُسمّى بما سماها به الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم .
والله اعلم
ما حُـكم إتيان الذَّكر لذَكَرٍ مثله ؟
الجواب: هذا الفعل كبيرة من كبائر الذُّنوب ، وقد سمّاه الله فاحشة ، فقال سبحانه وتعالى على لسان لوط :
( أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ )
وأهلك الله أمة من الأمم بسبب هذه الجريمة البشعة ، فأهلكهم بأنواع العذاب ، فجعل عاليها سافلها ، وأرسل عليهم حجارة من طين .
قال سبحانه وتعالى عن قوم لوط : ( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ )
ومن عمِل مثل عمَل قوم لوط استحق القتل ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه .
وقد أثنى الله تبارك وتعالى على من حفِظ فرجه ، فقال سبحانه وتعالى : ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )
ق
ال ابن جرير : وقوله : ( فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ ) يقول : فمن التمس لفرجه مَـنْـكَـحـاً سوى زوجته وملك يمينه ( فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) يقول : فهم العادون حدود الله ، المجاوزون ما أحل الله لهم إلى ما حرم عليهم ، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ( أي أهل التفسير ) . انتهى .
وقال القرطبي في التفسير : فسمى من نكح ما لا يحل عاديا ، فأوجب عليه الحد لعدوانه ، واللائط عادٍ قرآنا ولغة بدليل قوله تعالى : ( بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ) .
وقال : ( فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) أي المجاوزون الحد من عدا أي جاوز الحد وجازه . اهـ .
وقال ابن القيم - رحمه الله - في الآية : وهذا يتضمن ثلاثة أمور :
من لم يحفظ فرجه يكن من المفلحين ، وأنه من الملومين ، ومن العادين
ففاته الفلاح ، واستحق اسم العدوان ، ووقع في اللوم ؛ فمقاساةُ ألمِ الشهوة ومعاناتـها أيسرُ من بعض ذلك . اهـ
والله تعالى أعلى وأعلم .
&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&
الشيخ /عبدالرحمن السحيم
وفقه الله لم يحب ويرضى وسدد خطاه.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
نريد تفصيل في الخطأ الحاصل من كلمة (لوطي) ونسب هذا العمل الفاحش إلى نبي الله لوط عليه السلام في اللفظ .
مع العلم أني سمعت قبل فترة وجيزة كلمة للشيخ /عبدالقادر شيبة الحمد , حول هذا الموضوع , وأنهُ من الخطأ قول هذه الكلمة .فنريد تعليق منكم , وأرجوا التفصيل .
جزاكم اللهُ خيراً
أخوكم / أبو حمد
الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
و بارك الله فيك
نسبتها إلى لوط عليه السلام خطأ واضح ولا شك . إلا أن من ينسبها ( لوطي ) أو ( لِواط ) لا يقصد نسبتها إلى لوط ، وغنما لأن هذا عمل قوم لوط
واللفظ إذا دار بين ممنوع ومَسوح أنه يُقدّم المنع .
ألا ترى أن الله تبارك وتعالى قال لأصحاب نبيِّـه صلى الله عليه وسلم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا ) لأن هناك من قال ( راعنا ) بقصد آخر ، وهو ( راعناً ) من الرّعونة
وقد قالتها اليهود .
ثم إن هذا الاسم ( لوطي ) أو ( لِواط ) لم يَرد في لسان الشرع ، وإنما ورد " عمل قوم لوط " أو " الفاحشة " كما سمّاها الله تعالى .
قال تعالى : ( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ) .فالواجب أن تُسمّى بما سماها به الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم .
والله اعلم