عبدالله العذبة
15-10-2009, 09:53 AM
معهد راند والروح الجديدة
قد تحمل فكرة تؤمن -حد التماهي- بها وتتخيل نفسك وقد تم إنتاجك ونشرك بكميات كبيرة على أرفف الأمم، لينهل الجميع من فضلك الذي لن ينساه التاريخ، ولكن لا يقدر هذه الفكرة إلا أنت، تذوي وتختفي رغم الإيمان الصارخ من الجميع بما أتيت به، مهلاً.. ليس الجميع، هناك من يزعجه أن تفكر وقد يطفئك بـ «أف»، فقط نفخة واحدة أو OFF لا فرق.
هكذا هي الدنيا، الجواب أنه لم يقدر لك، فقط.
لا تعتقد أن الجميع مثلك، ألم نقل لك إن هذه هي الدنيا؟
زرعوا فينا «قلباً جديداً» رغم رفض الجسد، وما زلنا نحقن بالمصل المفتر للمناعة (المقاومة للتغير).
إذاً وجد معهد راند -رغم ما يقال حوله- (محط رجل) في مجتمعنا، قد يحمل غيري فكرة حسنة عنه، لا بأس.. من عادات الناس الاختلاف وتداول الأفكار، وهي ميزة إن وجدت الرعاية المناسبة لها لأصبحت كافية لتهذيب المجتمعات، وتنوير الناس، ولكن من يعتقد اعتقاداً كلياً بأن التغيير مهما كان ما هو إلا خطوة إلى الأمام؟
نعم نحتاج إلى التطوير، ولكن مع مراعاة ما يجب وما لا يجب، ولا أعتقد أن نقبل بالكامل أو نترك بالكامل هو الخيار الصحيح!
هناك نقاط طرحت من قبل معهد راند، ورغم أن الجميع يتوقون إلى التطوير، إلا أن هذه النقاط لم تجد القبول الكامل من الجميع.
إذاً هناك من يحمل رأيا آخر، هل من الضروري أن يكون مصيره الإقصاء؟
إن كنا بدأنا توا في التخلص من الاحتكار كخطوة إلى الأمام اتفق الجميع عليها، فلماذا الاحتكار الآن رغم ما يقال عن معهد راند من تبنٍ للوسطية، ودعم لحرية الاختلاف والتحاور؟
إنه أمر مزعج، أن يقوم «راند» بالتصفيق لعزل الممانعين في هيئة التدريس والاكتفاء بالمؤيدين!
عندما يكون الأمر في صالحك فلا ضير من إسكات الآخر بطريقتك! المهم أن تنفذ.
أليس من الأفضل تبني جميع الآراء للوصول إلى نقطة مرضية، مراعين مواطن الرفض والقبول؟ لا يعقل أن هيئة التدريس بها من لا يفقه التطوير بل وينكره!
ثم إن النقاط تم طرحها في 2007 وتحقق معظمها سريعا، والآن ما هي النتائج المتحققة وبوضوح؟ ولن يرضى «راند» إلا بالتحقيق الكامل لكل ما طرحه، أو فرضه.
وها هو «راند» ينتظر التحقيق، ونحن ننتظر أن يقول لنا «برافو»، بل ويستفز الجامعة للحفاظ على هذا التغيير «الامتحان الحقيقي مستقبلاً هو مدى قدرة الجامعة على الاستمرار في التغيير».
يحمل الكل أفكارا وتصورات معينة، كلنا مختلفون، ولكن الواقع يقول إن الأفكار دائما بها شوائب، ولن نصل إلى درجة القرآن المنزل، ومن الأفضل أن يتم تمحيص كل فكرة تطرح علينا، وكل رأي يعجبنا قبل أن نبدأ في تطبيقه، حتى وإن وصل بنا الحال إلى تفريغ هذه الفكرة من محتواها، نحن أيضا لدينا ما نؤمن به، ونستطيع التطوير بما نراه مناسبا، سواء بالاحتكاك بالآخرين أو بالإبداع الذاتي.
لم أكن أتوقع أن مقاومة تغيير ما، تعني رفض التغيير كلية، وأظن أن هذا ما يعرفه الجميع.
كان من الأجدى أن تبقى أنت أنت، أن تطول طبيعيا كنخلة باسقة، لا أن يتم اجتثاثك من الجذور، ورميك ورأيك في زاوية مظلمة، ليستبدل الله قوما غيركم! ما نفع الحياة إذاً؟
تصور أن تكون أنت أنا، وأنا هم، كلنا نسخ من بعضنا على خلق أبينا «راند» في عولمة على شكل واحد، لا تمايز ولا اختلاف، أين التمازج والتكامل؟ وما الفسيفساء الجميلة إلا باختلاف ألوانها وأشكالها ودرجات لمعانها.
هناك رأي لـ «راند» منفتح جدا بزاوية منفرجة، نحتاج لقطع ما بين ضلعيها لأن نتخفف من كل شيء.. حتى جلودنا، وبتسارع مخيف، رأي حول الإسلام وتصنيفاته، هو كفيل بإثارة الرفض من الجميع، ولكن هل لنا بدقيقة للتفكير؟
من قال إن العلم وأسلوب التعليم يخالف تعاليم الإسلام أو يغير الهوية وجوهر الذات؟
جميل جدا، إذاً علينا أن نقبل ونحتفظ أيضا بحق «الفيتو» في المواضع والأوقات المناسبة التي تتعلق بتعاليم الإسلام (تعاليم الإسلام لا ترتبط بالتخلف)، والمحافظة على الثوابت في القيم، لا أن نأخذ الكل أو نرفض الكل، أو نخضع لرغبة الآخرين لفرض ما يرونه مناسبا في تغييب كامل لشخصياتنا ومقدراتنا.
لكي تصل إلى الكمال لا بد من استحضار الآراء الأخرى، فقد تكون البركة عند غيرك.. ولن تصل إلى الكمال.. يكفي تلمس طريقك إليه.
نريد روحا جديدة، لا روحا سبق استخدامها.
بقلم : علي المري
qatar2006@gmail.com
المصدر العرب الخميس الموافق 15-10-09
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=101452&issueNo=664&secId=16
قد تحمل فكرة تؤمن -حد التماهي- بها وتتخيل نفسك وقد تم إنتاجك ونشرك بكميات كبيرة على أرفف الأمم، لينهل الجميع من فضلك الذي لن ينساه التاريخ، ولكن لا يقدر هذه الفكرة إلا أنت، تذوي وتختفي رغم الإيمان الصارخ من الجميع بما أتيت به، مهلاً.. ليس الجميع، هناك من يزعجه أن تفكر وقد يطفئك بـ «أف»، فقط نفخة واحدة أو OFF لا فرق.
هكذا هي الدنيا، الجواب أنه لم يقدر لك، فقط.
لا تعتقد أن الجميع مثلك، ألم نقل لك إن هذه هي الدنيا؟
زرعوا فينا «قلباً جديداً» رغم رفض الجسد، وما زلنا نحقن بالمصل المفتر للمناعة (المقاومة للتغير).
إذاً وجد معهد راند -رغم ما يقال حوله- (محط رجل) في مجتمعنا، قد يحمل غيري فكرة حسنة عنه، لا بأس.. من عادات الناس الاختلاف وتداول الأفكار، وهي ميزة إن وجدت الرعاية المناسبة لها لأصبحت كافية لتهذيب المجتمعات، وتنوير الناس، ولكن من يعتقد اعتقاداً كلياً بأن التغيير مهما كان ما هو إلا خطوة إلى الأمام؟
نعم نحتاج إلى التطوير، ولكن مع مراعاة ما يجب وما لا يجب، ولا أعتقد أن نقبل بالكامل أو نترك بالكامل هو الخيار الصحيح!
هناك نقاط طرحت من قبل معهد راند، ورغم أن الجميع يتوقون إلى التطوير، إلا أن هذه النقاط لم تجد القبول الكامل من الجميع.
إذاً هناك من يحمل رأيا آخر، هل من الضروري أن يكون مصيره الإقصاء؟
إن كنا بدأنا توا في التخلص من الاحتكار كخطوة إلى الأمام اتفق الجميع عليها، فلماذا الاحتكار الآن رغم ما يقال عن معهد راند من تبنٍ للوسطية، ودعم لحرية الاختلاف والتحاور؟
إنه أمر مزعج، أن يقوم «راند» بالتصفيق لعزل الممانعين في هيئة التدريس والاكتفاء بالمؤيدين!
عندما يكون الأمر في صالحك فلا ضير من إسكات الآخر بطريقتك! المهم أن تنفذ.
أليس من الأفضل تبني جميع الآراء للوصول إلى نقطة مرضية، مراعين مواطن الرفض والقبول؟ لا يعقل أن هيئة التدريس بها من لا يفقه التطوير بل وينكره!
ثم إن النقاط تم طرحها في 2007 وتحقق معظمها سريعا، والآن ما هي النتائج المتحققة وبوضوح؟ ولن يرضى «راند» إلا بالتحقيق الكامل لكل ما طرحه، أو فرضه.
وها هو «راند» ينتظر التحقيق، ونحن ننتظر أن يقول لنا «برافو»، بل ويستفز الجامعة للحفاظ على هذا التغيير «الامتحان الحقيقي مستقبلاً هو مدى قدرة الجامعة على الاستمرار في التغيير».
يحمل الكل أفكارا وتصورات معينة، كلنا مختلفون، ولكن الواقع يقول إن الأفكار دائما بها شوائب، ولن نصل إلى درجة القرآن المنزل، ومن الأفضل أن يتم تمحيص كل فكرة تطرح علينا، وكل رأي يعجبنا قبل أن نبدأ في تطبيقه، حتى وإن وصل بنا الحال إلى تفريغ هذه الفكرة من محتواها، نحن أيضا لدينا ما نؤمن به، ونستطيع التطوير بما نراه مناسبا، سواء بالاحتكاك بالآخرين أو بالإبداع الذاتي.
لم أكن أتوقع أن مقاومة تغيير ما، تعني رفض التغيير كلية، وأظن أن هذا ما يعرفه الجميع.
كان من الأجدى أن تبقى أنت أنت، أن تطول طبيعيا كنخلة باسقة، لا أن يتم اجتثاثك من الجذور، ورميك ورأيك في زاوية مظلمة، ليستبدل الله قوما غيركم! ما نفع الحياة إذاً؟
تصور أن تكون أنت أنا، وأنا هم، كلنا نسخ من بعضنا على خلق أبينا «راند» في عولمة على شكل واحد، لا تمايز ولا اختلاف، أين التمازج والتكامل؟ وما الفسيفساء الجميلة إلا باختلاف ألوانها وأشكالها ودرجات لمعانها.
هناك رأي لـ «راند» منفتح جدا بزاوية منفرجة، نحتاج لقطع ما بين ضلعيها لأن نتخفف من كل شيء.. حتى جلودنا، وبتسارع مخيف، رأي حول الإسلام وتصنيفاته، هو كفيل بإثارة الرفض من الجميع، ولكن هل لنا بدقيقة للتفكير؟
من قال إن العلم وأسلوب التعليم يخالف تعاليم الإسلام أو يغير الهوية وجوهر الذات؟
جميل جدا، إذاً علينا أن نقبل ونحتفظ أيضا بحق «الفيتو» في المواضع والأوقات المناسبة التي تتعلق بتعاليم الإسلام (تعاليم الإسلام لا ترتبط بالتخلف)، والمحافظة على الثوابت في القيم، لا أن نأخذ الكل أو نرفض الكل، أو نخضع لرغبة الآخرين لفرض ما يرونه مناسبا في تغييب كامل لشخصياتنا ومقدراتنا.
لكي تصل إلى الكمال لا بد من استحضار الآراء الأخرى، فقد تكون البركة عند غيرك.. ولن تصل إلى الكمال.. يكفي تلمس طريقك إليه.
نريد روحا جديدة، لا روحا سبق استخدامها.
بقلم : علي المري
qatar2006@gmail.com
المصدر العرب الخميس الموافق 15-10-09
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=101452&issueNo=664&secId=16