المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص تنشرها «العرب» بالتعاون مع وزارة الداخلية



fathi
20-03-2010, 11:55 AM
من ملفات الشرطة القطرية...نغمات شريرة على أجساد بريئة

صوت النهام وأغاني الغوص تأتي بألحانها العذبة من أحد البيوت العتيقة في تلك المنطقة، فيرتوي القلب بالدفء والألفة للمكان والزمان. وفي بيت آخر تطل أشجار النخيل مشرئبة خلف الأسوار بعد أن تعطرت بقطرات الندي.
كان الهدوء يلف المكان على امتداد طرقات مدينة خليفة، ووجدها (ع) فرصة سانحة ليستعرض بسيارته الفارهة، وظل يدور ويدور حتى امتدت يد القدر إلى سيارته وقام بالاصطدام بحائط منزل فهدمه وأحدث فتحة فيه، فتجمهر أناس كثيرون، والتفوا حول المنزل وصاحبه، ضاربين كفا بكف، وكلهم يحمدون الله على سلامة صاحب المنزل وأهله.
ووقف (م) بعيدا يشاهد.. وبدأت جرثومة الإجرام تتحرك في داخله، ذهب إلى منزله القريب.. تمدد في فراشه، فكر في وضع خطة لسرقة المنزل الذي تهدم حائطه للاستيلاء على المصوغات الذهبية والنقود، وبذلك يكون قد قضى على حياة التسكع والتشرد التي يعيشها ويعود إلى بلاده تاركا أسرته خلفه.
وعندما هبط الليل وتأكد من أن أهل المنزل قد آووا إلى مضاجعهم، تسلل خلسة إلى سطح المنزل وقطع سلك الهاتف من الخارج استعدادا لارتكاب جريمته.
وفي الصباح دخل إلى المنزل عبر الفتحة التي أحدثتها السيارة، ولكن صاحبة المنزل شاهدته وبدأت تصرخ في وجهه، ففر بجلده.
ذهب إلى منزله يجرجر أذيال الهزيمة وشيطانه من خلفه يدق الطبول. وتصادف مرور صديقه (ن) وجلس الصديقان والشيطان ثالثهما يفكران في حيلة جديدة.. اتفقا على أن يقوما بسلسلة جرائم سطو وسرقات بعد دراسة المنطقة دراسة مستفيضة، وطفقا يراقبان المنطقة وسكانها لعدة أيام. واكتشفا أن كثيرا من السكان يذهبون إلى أعمالهم نهارا آمنين تاركين ممتلكاتهم خلف الأبواب الموصدة. فاختارا بعناية إحدى الشقق، وجهزا سكينا وحبلا وجوربا نسائيا، تقمص (م) شخصية قارئ عدادات كهرباء، ولدى وصولهما إلى المكان المتفق عليه، صعد الأول إلى الشقة وطرق بابها. وجاءت إليه الخادمة الفلبينية فأخبرها بلغة إنجليزية ركيكة بأنه حضر ليقرأ عداد الكهرباء،
وعندما فتحت له طلب منها أن تأتيه بكرسي. وعندما ذهبت لإحضاره دخل صديقه خلفه وأغلق الباب. وقاما بإمساكها شاهرين السكاكين في وجهها.. بدأت تتوسل إليهما ألا يقتلاها.. تساقطت الدموع على خديها.. أمسكها أحدهما من شعرها المنسدل الذي عاهدت خطيبها ألا يمسه أحد غيره.
وقام الأول باغتصابها وأفقدها هدية ثمينة تمنت لو أهدتها لزوجها في ليلته الأولى. أما الثاني فلم يرق له إلا أن يخالف الطبيعة. وبعد ذلك قيداها بسلك الهاتف من قدميها وكمما فمها بقطعة قماش وعاثا في المنزل فسادا وتخريبا.. سرقوا مصوغات ذهبية ونقودا، وما خف وزنه، وهربوا إلى منزل صديق ثالث حيث تقاسموا المسروقات تاركين هذه الخادمة المسكينة تنزف دما. وعندما حضرت زوجة صاحب المنزل من عملها منتصف النهار راعها ما شاهدت، وأسرعت إلى فك وثاقها وأبلغت الشرطة بالحادث.
الصباح.. دائما يأتي في موعده.. ولكن الخادمة الفلبينية تمنت لو أن ذلك الصباح لم يأت، وعند حضور الشرطة إلى المكان وجدته مبعثرا. وكان المنظر كفيلا بأن يجعل ضابط التحقيق في مدينة خليفة يعقد العزم على القبض على الجناة مهما كلفه الأمر.
أجري الفحص الطبي الشرعي على المجني عليها، فتبين أنها أصيبت في مناطق مختلفة حساسة من جسمها ما يعني استعمال العنف عن طريق تكميم الفم وربط اليدين بهدف ارتكاب الأفعال المشينة وغيرها من الأفعال التي تخالف الطبيعة، وقديما قال المهاتما غاندي (إن التدمير ليس شريعة البشر.. ولا يجب أن يكون.. إن كل قتل أو أذى.. لأي سبب.. هو جريمة ضد الحياة).
دونت أقوال الخادمة (س) إلا أنها لم تستطع الإدلاء بأوصاف الجناة لحداثتها بالدولة، حيث إنها حضرت من بلدها قبل شهرين فقط، ولم يتمكن المحققون من التقاط أي خيط من هذه الفتاة البريئة التي جاءت للدوحة للعمل الشريف. تركوها في غرفة قيد المراقبة، ووضعوا معها خادمة أخرى من بنات جنسها لتؤنسها ولتكون ملاذا آمنا لها وحضنا دافئا. ولربما تستطيع معرفة بعض المعلومات، كأن تكون صديقة لأحد الجناة ومكنته من الدخول إلى المنزل وانقلب السحر على الساحر، ولكن فوجئ المحققون بأن المجني عليها تقوم بنصح الخادمة المخبرة بأن لا تقع في خطئها وتدعوها للفضيلة.
مضت أيام كثيرة والمحققون يحاولون فك طلاسم هذا اللغز، يرصدون جميع الأمكنة.. سخرت كل الجهود للقبض على الجناة الذين كانوا في المقابل يبحثون عن ضحية أخرى، ورصدوا منزلا سكنيا من طابقين.. منزلا آمنا تخاف القطط من أن تدلف إليه لتحرك سكونه.
اتفقوا على السطو نهارا، كان الصباح جميلا للخادمة الفلبينية (ك)، فبعد أن هدهدت طفل مكفولها في مهده لينام قرير العين، ذهبت لتؤدي أعمال المنزل الأخرى.. كانت تتغنى بأغنية رائعة وتقفز من غرفة إلى غرفة أخرى كفراشة وسط الرياحين والأزهار.
رن جرس الباب.. قالت في نفسها ترى من الطارق؟!! ظنته أحد أفراد العائلة جاء ليأخذ حاجة له.. سألت من الطارق.. جاءها الرد أليفا: قارئ عدادات الكهرباء. وراضية مطمئنة قامت بفتح الباب.. ودخل ثلاثتهم إلى المنزل، الأول (م) وصديقه (ن) والثالث (ر) الذي اقتسم معهم المسروقات في الحادثة السابقة، جردها (م) و (ن) من ملابسها وقام (م) باغتصابها بينما خالف (ن) الطبيعة، وكأن الطبيعة قد خضعت له في المرة الأولى. كانت تتوسل إليهم أن يتركوها، تحدثت بجميع لغات الأرض وبكت على طريقة قبائل الزولو والهنود الحمر.. ولكن لا حياة لمن تنادي.. ومن ثم قيدوها وتركوها بإحدى الغرف وأغلقوا الباب عليها من الخارج، ثم اتجهوا إلى بقية الغرف حيث قاموا بكسر أحد الأبواب وتمكنوا من سرقة الحلي والمجوهرات والنقود وأغراض أخرى ولاذوا بالفرار إلى مكان بري، حيث اقتسموا المسروقات بينما تركوا وراءهم الخادمة تئن وترتجف كورقة شجر سقطت من غصنها شتاء.
وعندما علمت الشرطة بالحادث.. استدعت الخادمة المجني عليها التي أكدت بأنها يمكنها التعرف على الجناة. تم تشكيل غرفة عمليات مصغرة وفرقة بحث وتحر.. اجتمع أكفأ الضباط ووضعوا خطة بحث للقبض علي الجناة وتعاهدوا على القبض على الذئاب البشرية.. كان مركز التحقيق كخلية نحل.. الكل يتسابق للاستفادة من كل خيط.. تم إحضار صندوق الصور المركبة وبمعرفة الخادمة رسمت صورة مقربة للجناة، ومع حلول فجر اليوم التالي، كان الضباط قد توصلوا إلى معرفة جنسيات الجناة وهم من دولتين عربيتين، وحددت الفئة العمرية للجناة وهي 18 سنة، وتوزعت الفرق الشرطية راكبة وراجلة. وبدأت رحلة البحث عن عصابة لم تختر مكانها الطبيعي لارتكاب مثل هذه الجرائم.. كانت أعضاء الفرق بما حملته مخيلتهم بأوصاف الجناة يدققون في كل الوجوه.. يجوبون الشوارع والأزقة.. اندسوا بين المتسكعين والعاطلين عن العمل، وكان لا بد للعمل المضني من أن يأتي بنتائج مشرفة.
فقد أسفرت جهود فرق التحريات عن القبض على مجموعة كبيرة ممن تنطبق عليهم الأوصاف، وعرضت المجموعة على الخادمتين في طابور تشخيص، تعرفت إحدى الخادمتين على أحد المشتبه بهم.. أخذوه من بين الصفوف.. كانت العيون الغاضبة كفيلة بأن تجعل المشتبه به يفضي بما تحمله دواخله من أسرار. أفاد بأنه علم من شخص آخر بأن شقيقه (ن) بمعاونة المتهم (م) وصديقهم (ر) قد قاموا بارتكاب العديد من الجرائم، ألقي القبض على الثلاثة واعترفوا تفصيليا بما نسب إليهم، تمت مرافقة الأول إلى منزله وعثر على بعض المجوهرات مخبأة تحت بلاطة أرضية غرفته، كما قام بوضع بعضها بداخل مسند كرسي، وتمت مرافقة الثاني إلى منزله حيث عثر على مجموعة من المصوغات الذهبية، أفاد بأنه أعطاها لوالدته بعد أن أوهمها بأنه حصل عليها كهدية. أما بالنسبة للمتهم الثالث فقد أفاد في محاضر التحقيق بأنه بعد اقتسامهم المسروقات ذهب إلى منزل صديق له بمنطقة أم صلال علي، وتسلق السور دون علمه ووضع نصيبه تحت الشجرة، وتمت مرافقته، وأحضرت المسروقات ووضعت كأحراز.
وأقر المتهمون بأنهم بعد كل سرقة يذهبون إلى منطقة برية ليتسنى لهم اقتسام المسروقات بعيدا عن الأعين، وكانت لديهم خطة مسبقة ومبيتة لارتكاب عدة جرائم مماثلة، منها منزل سكن عائلي يقع بالقرب من سوق الحراج في منطقة نجمة، ومنزل آخر بمنطقة المنتزه تقيم به خادمة فلبينية.
وهكذا حلت العدالة الإلهية بهؤلاء الأشخاص الذين نزلوا بأرض طيبة كضيوف، وتجاوزا بإجرامهم كل الحدود، وروعوا مجتمعا آمنا قد آواهم، فردوا الجميل بالنكران والضيافة بالخيانة والإكرام بالغدر.
ففي قضية السطو التي لم تكتمل، حكم على (م) بالحبس لمدة شهر، أما القضية الثانية فقد قررت محكمة أول درجة بأن المتهمين مذنبون، وقضت حضوريا بحبس الأول والثاني لمدة 14 سنة عما أسند إليهما، وأمرت بإبعادهما من البلاد بعد تنفيذ مدة العقوبة. أما الثالث الذي ذهبا إليه بعد الحادثة واقتسم معهما المسروقات فقد أمرت المحكمة بحبسه لمدة شهرين عما أسند إليه.
وفي القضية الثالثة انتهت المحكمة إلى أن المتهمين مذنبون، وقضت بحبس كل منهما 14 سنة وإبعادهم عن البلاد.
لم يصادف الحكم قبولا لدى المتهمين الثلاثة، فطعنوا عليه بالاستئناف بتقارير عن طريق إدارة السجن، وأشار المتهم الأول في تقريره إلى أن السبب المباشر لما حدث يرجع إلى مشاهدته بعض الأفلام البوليسية، وادعى البراءة وعدم بلوغ سن الرشد وتقدير العواقب، وأشار المتهم الثاني في تقريره إلى أنه حكم عليه في القضيتين بـ28 عاما، ويرجو إعادة النظر في الحكم مراعاة لشبابه، بينما أوضح المتهم الثالث في تقريره أن اعترافه كان نتيجة للتهديد والترهيب في مركز الشرطة، وأنه لا يستحق هذه العقوبة الرادعة.
وعقدت المحكمة جلسة استئناف أخيرة جاء فيها أن ما وقع من المتهمين وبالطريقة التي قاموا بها وبهذا التخطيط المحكم ينم عن مدى خطورة شديدة على أمن المجتمع، وعلى أن الإجرام نابع من أعماقهم، وتكرارهم لذلك الحادث وبنفس الأسلوب خلال أقل من شهر واحد يكشف أنهم من شياطين الأنس الذين لا يتوقع منهم توبة ولا يرجى لهم صلاحا. وكان من الممكن أن يروعوا المجتمع بمزيد من الحوادث الأخرى المماثلة لولا رحمة الله التي هدت إليهم وتم اكتشافهم وضبطهم. وهم وأمثالهم لا يجوز أن تأخذنا بهم رأفة في دين الله، وحق عليهم ما أوقعته بهم محكمة أول درجة.
بيد أنه لدى استئنافهم في القضية الثانية، رأت المحكمة أن لها سلطة تقديرية، وأن ما ارتكبوه يمثل بلا شك نزعة إجرامية خطيرة واستهتارا بالقوانين وخروجا على آداب المجتمع وتقاليده، وأخذت المحكمة بقليل من الرحمة وأنزلت العقوبة المقضي بها إلى عشر سنوات بالنسبة للمتهمين الأول والثاني.
وهكذا أسدل الستار عن مسرحية إجرامية من عدة فصول، ويبقى إنسان هذه الأرض قويا منتصرا دائما.. وارتفع صوت النهام يصدح كما ألفته المنطقة، والمتهمان الأول والثاني يقضون 24 عاما خلف القضبان والثالث 14 سنة، حيث لا يوجد ستار ما بين الليل والنهار، وذويهم يذرفون الدمع وينصحون جميع الناس بضرورة إنشاء جيل جديد محافظا على قيمه وتقاليده.

limited
20-03-2010, 02:22 PM
اللي كتب سيناريو الاحداث شخص متاثر بالافلام الهنديه

طريق سلوى
20-03-2010, 04:28 PM
الحمد لله الجرائم في قطر نسبتها قليلة ،ولولا الاجانب كان بتكون شبه معدومة
الله يحفظ قطر وطنا و اميرا وشعبا

لمت اب
20-03-2010, 05:10 PM
سيناريو فيلم
مو سرد لاحداث جريمه

على كل حال فنحن ضد نشر تفاصيل الجرائم
حتى لايقرأها الجهال ويتأثرون بها
ولا بأس ان
ينشر موجز عن القضيه ثم ينشر الحكم

الله يديم علينا الامن والايمان

المخفي
20-03-2010, 07:05 PM
المفروض يعدمونهم