المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احس بقسوة في قلبي



arcon
06-05-2010, 01:21 PM
إن الحمد لله نحمده نستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده



ورسوله، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران :102] . {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب :70، 71 ] أما بعد: فإن ظاهرة ضعف الإيمان مما عم وانتشر في المسلمين، وعدد من الناس يشتكي من قسوة قلبه وتترد عباراتهم: " أحس بقسوة في قلبي " " لا أجد لذة للعبادات " " أشعر أن إيماني في الحضيض "، " لا أتأثر بقراءة القرآن "، " أقع في المعصية بسهولة "، وكثيرون آثار المرض عليهم بادية، وهذا المرض أساس كل مصيبة وسبب كل نقص وبلية . وموضوع القلوب موضوع حساس ومهم، وقد سمي القلب قلباً لسرعة تقلبه قال عليه الصلاة والسلام:«إنما القلب من تقلبه، إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً لبطن» [رواه أحمد 4/408 -صحيح الجامع] . وفي رواية «مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة الريح ظهراً لبطن» . [أخرجه ابن أبي عاصم, صحيح] وهو شديد التقلب كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:«لقلب ابن آدم أسرع تقلباً من القدر إذا استجمعت غلياناً» [ صحيح]: ظلال الجنة 1/102 . وفي رواية «أشد تقلباً من القدر إذا اجتمعت غلياناً» [رواه أحمد, صحيح الجامع] . والله سبحانه وتعالى هو مقلب القلوب ومصرفها كما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك» [رواه مسلم]. وحيث «أن الله يحول بين المرء وقلبه» وأنه لن ينجو يوم القيامة {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الشعراء:89] وأن الويل {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّـهِ} [الزمر:22] وأن الوعد بالجنة لـ {مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ} [ق:33] كان لابد للمؤمن أن يتحسس قلبه ويعرف مكمن الداء وسبب المرض ويشرع في العلاج قبل أن يطغى عليه الران فيهلك والأمر عظيم والشأن خطير فإن الله قد حذرنا من القلب القاسي والمقفل والمريض والأعمى والأغلف والمنكوس والمطبوع المختوم عليه . إن مرض ضعف الإيمان له أعراض ومظاهر متعددة فمنها:1- الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات:في حديث«كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا، وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه» [رواه البخاري]- ومنها: الشعور بقسوة القلب وخشونته: حتى ليحس الإنسان أن قلبه قد انقلب حجراً صلداً لا يترشح منه شيء ولا يتأثر بشيء، والله جل وعلا يقول: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } [البقرة :74]، وصاحب القلب القاسي لا تؤثر فيه موعظة الموت ولا رؤية الأموات ولا الجنائز، وربما حمل الجنازة بنفسه وواراها بالتراب، ولكن سيره بين القبور كسيره بين الأحجار .3 - ومنها: عدم إتقان العبادات:الله سبحانه وتعالى: «لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه» [رواه الترمذي, صحيح] 4- ومن مظاهر ضعف الإيمان: التكاسل عن الطاعات والعبادات، وإضاعتها، وإذا أداها فإنما هي حركات جوفاء لا روح فيها، وقد وصف الله عز وجل المنافقين بقوله: {وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى} [النساء :142] .وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يخلفهم الله في النار»

الملا
07-05-2010, 12:06 AM
جزاك الله خير

ابو سلطان11
07-05-2010, 12:54 AM
جزاك الله خير