بومتعب
24-01-2012, 05:49 AM
رئيس هيئة الطيران المدني ينافس "الكاميرا الخفية"
المسؤول الأول عن الطيران "يتجمل".. ويكذّب الصحفيين
النعيمي يرفض تحمل المسؤولية ويطالب الصحافة بتحمل أخطائه
لا يجد بعض المسؤولين وسيلة لتصحيح أخطائهم وتبرير أدائهم المرتبك ومواقفهم المتذبذبة والفراغ الذي لم يملأوه في مناصبهم سوى اتهام الصحافة بـ" الفبركة" واختلاق الأخبار ونسب تصريحات" من الفضاء"، حتى تحولت الصحافة إلى كبش فداء لكل من يسعى للتهرب من المسؤولية أو التنصل من النتائج السلبية لما يدلي به من تصريحات مغلوطة وغير دقيقة !.
وعلى طريقة البرنامج الطريف " الكاميرا الخفية " قام السيد عبدالعزيز النعيمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني بالتراجع عن تصريحات أدلى بها يوم الجمعة بتاريخ 13 يناير خلال تدشينه فعاليات يوم الطيران الخامس،حينما أعلن لمندوبي الصحف المحلية والأجنبية ووكالة الأنباء القطرية عن دراسة إقامة مدينة فضائية بمنطقة " الخور" سيتم الكشف عن تفاصيلها بعد أن تحظى بالموافقة الرسمية من جهات عليا في الدولة.
لم يكن ما نقله الصحفيون من تصريحات للنعيمي مجرد كلمة عابرة أسيء فهمها أو جملة قيلت في حجرة مغلقة من الممكن التراجع عنها بالادعاء بتحريفها، أو تصريح غير مسجل يسهل نفي إجرائه من الأساس .. فقد كانت تصريحات النعيمي مسجلة ، وشهد عليها العديد من الصحفيين والحضور في تلك المناسبة.
حيث استفاض في الكشف عن تفاصيل تلك المدينة ، مؤكدًا لـ الصحفيين أن هناك جهة رسمية عينت ستكون مسؤولة عن تطوير مشروع المدينة الفضائية والهيئة العامة للطيران ،بل إنه اعتبر أن تطوير مطار الخور سيكون ضمن مشروع إقامة المدينة الفضائية، ورجح كذلك أن يتم تشييد المطار في نفس المنطقة التي يتواجد فيها المطار الحالي باعتبارها الأنسب للمشروع.
وبطبيعة الحال ونظراً لأن التصريحات السابقة صدرت من المسؤول الأول عن الطيران المدني فقد تصدرت أخبار "المدينة الفضائية" عناوين الصحف المحلية في اليوم التالي وتداولتها العديد من وكالات الأنباء التي اهتمت بالخبر ، وبعد ذلك اكتشف النعيمي أن هناك خطأ فادحاً قد ارتكبه وأن هناك معلومات غير دقيقة قد أدلى بها، فكان أن لجأ الى الحل السحري وهو "الكذب" للخلاص من كل ما جلبته له تلك التصريحات المتعجلة ، وأراد بكل جرأة تكذيب كل وسائل الإعلام التي نقلت تلك التصريحات !.
وسارع بإرسال بيان مقتضب للصحف يحمل عنوان " تنويه وتصحيح " يقول فيه " إن ما تضمنه الخبر لم يصدر عني إطلاقاً حيث إن ما ذكرته للصحفيين تحديداً هو أنه ستجرى عملية تطوير وتوسعة لمطار الخور حتى يستوعب فعاليات يوم الطيران المفتوح السادس العام القادم بسبب ضيق المساحة الحالية للمطار ، دون أن أتطرق من قريب أو بعيد لما تضمنه الخبر من معلومات عما أطلق عليه مشروع المدينة الفضائية الذي لا تتوافر لدي معلومات بشأنه، ومن ثم فلا أساس من الصحة لما نشر بالجريدة على لساني بشأن هذا المشروع ، ولذا وجب التنويه بضرورة التصحيح والنشر".
يبدو أن الصحف لم تتحمس لنشر تصحيح لخطأ لم تقع فيه ، أو مجاملة مسؤول على حساب مصداقيتها ، فكان أن أصدرت وحدة العلاقات العامة والاتصال بالهيئة العامة للطيران المدني تنويهًا آخر أرسلته للصحف المحلية حمل عنوان " تنويه " كررت فيه ما جاء في " تنويه وتصحيح " رئيسها وقالت فيه : " عند سؤال سعادته من قبل أحد الصحفيين عن المدينة الفضائية المزمع إنشاؤها كان رده واضحًا وصريحًا بأنه ليس لديه أي معلومات متعلقة بهذه المدينة ، وأن تلك المعلومات سيعلن عنها في حينها دون التطرق إلى قرب إنجاز المشروع ودون إعطاء أي معلومات تتعلق بالإطار الزمني لتنفيذه أو الدور الذي ستتولاه الهيئة في هذا المشروع ".
ولم تنس العلاقات العامة أن تضيف في تنويهها " حرصًا منا على العلاقات الطيبة التي تجمعنا بسائر الإخوة الصحفيين وممثلي الوسائل الإعلامية المختلفة ، نرجو منكم تصويب ما تم نشره سابقاً" .
من حق النعيمي أن يبرر لماذا قال ما قال ،ولماذا يتراجع الآن ، ولكن ليس من المقبول والمنطقي أن ينفي وجود تلك التصريحات من الأساس ، وإصدار بيان يدعي فيه ببساطة أن جميع الصحف المحلية فضلاً عن وكالة الأنباء القطرية اختلقت تلك التصريحات ونسبتها إليه.
كنا ننتظر أن يخرج رئيس الطيران المدني في مؤتمر صحفي ليعتذر للقراء لا أن يحاول " الطيران " من الموقف واتهام الصحافة والإعلاميين بعدم الدقة واختلاق تصريحات لم تحدث.
كنا نتصور أن يحاول النعيمي تصحيح ما قاله من معلومات لا أن يزيدها غموضًا بنفيها تمامًا ومحوها من الوجود ببيان صحفي ، فالنفي لن يعفيه من المسؤولية ولن يصحح الخطأ، وجعل الصحافة محل اتهام لن يمنح المسؤول المصداقية أمام الجمهور.
فلم يعد مقبولاً في عصر التنمية والنهضة الشاملة التي تشهدها قطر ،أن يتعامل بعض المسؤولين مع الإعلام والجمهور بطريقة " الكاميرا الخفية " بإطلاق تصريحات غير دقيقة ثم نفيها في اليوم التالي ، أو التهرب من المسؤولية وإلقائها على الصحف قبل مطالبتها بتكذيب نفسها أمام الرأي العام .
من الواضح أن رئيس هيئة الطيران المدني كان واقعاً تحت تأثير عدسات الصحافة وكاميرات الفضائيات ، فبدأ التحدث دون توقف وتطرق لمشاريع ربما لم تتبلور بعد ، وعندما أفاق وواجه الحقيقة بدأ البحث عن ضحية وهداه تفكيره إلى إلقاء المسؤولية على الإعلام بدلاً من الاعتراف بالخطأ .
إن مثل هؤلاء المسؤولين يفقدون مصداقيتهم بسرعة عند القراء، بإطلاقهم تصريحات غير دقيقة ومنافية للواقع أحيانًا حينما يتحدثون عن إنجازاتهم المؤجلة ،ومشروعاتهم التي لن تشهد النور، وبرامجهم الطموحة التي ليس لها ظلال من الحقيقة ، وبمرور الشهور والسنوات تتبخر الإنجازات والمشروعات والبرامج ويعتقد القارئ أنها "كلام جرايد" رغم أنها في الحقيقة كلام مسؤولين !.
المسؤول الأول عن الطيران "يتجمل".. ويكذّب الصحفيين
النعيمي يرفض تحمل المسؤولية ويطالب الصحافة بتحمل أخطائه
لا يجد بعض المسؤولين وسيلة لتصحيح أخطائهم وتبرير أدائهم المرتبك ومواقفهم المتذبذبة والفراغ الذي لم يملأوه في مناصبهم سوى اتهام الصحافة بـ" الفبركة" واختلاق الأخبار ونسب تصريحات" من الفضاء"، حتى تحولت الصحافة إلى كبش فداء لكل من يسعى للتهرب من المسؤولية أو التنصل من النتائج السلبية لما يدلي به من تصريحات مغلوطة وغير دقيقة !.
وعلى طريقة البرنامج الطريف " الكاميرا الخفية " قام السيد عبدالعزيز النعيمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني بالتراجع عن تصريحات أدلى بها يوم الجمعة بتاريخ 13 يناير خلال تدشينه فعاليات يوم الطيران الخامس،حينما أعلن لمندوبي الصحف المحلية والأجنبية ووكالة الأنباء القطرية عن دراسة إقامة مدينة فضائية بمنطقة " الخور" سيتم الكشف عن تفاصيلها بعد أن تحظى بالموافقة الرسمية من جهات عليا في الدولة.
لم يكن ما نقله الصحفيون من تصريحات للنعيمي مجرد كلمة عابرة أسيء فهمها أو جملة قيلت في حجرة مغلقة من الممكن التراجع عنها بالادعاء بتحريفها، أو تصريح غير مسجل يسهل نفي إجرائه من الأساس .. فقد كانت تصريحات النعيمي مسجلة ، وشهد عليها العديد من الصحفيين والحضور في تلك المناسبة.
حيث استفاض في الكشف عن تفاصيل تلك المدينة ، مؤكدًا لـ الصحفيين أن هناك جهة رسمية عينت ستكون مسؤولة عن تطوير مشروع المدينة الفضائية والهيئة العامة للطيران ،بل إنه اعتبر أن تطوير مطار الخور سيكون ضمن مشروع إقامة المدينة الفضائية، ورجح كذلك أن يتم تشييد المطار في نفس المنطقة التي يتواجد فيها المطار الحالي باعتبارها الأنسب للمشروع.
وبطبيعة الحال ونظراً لأن التصريحات السابقة صدرت من المسؤول الأول عن الطيران المدني فقد تصدرت أخبار "المدينة الفضائية" عناوين الصحف المحلية في اليوم التالي وتداولتها العديد من وكالات الأنباء التي اهتمت بالخبر ، وبعد ذلك اكتشف النعيمي أن هناك خطأ فادحاً قد ارتكبه وأن هناك معلومات غير دقيقة قد أدلى بها، فكان أن لجأ الى الحل السحري وهو "الكذب" للخلاص من كل ما جلبته له تلك التصريحات المتعجلة ، وأراد بكل جرأة تكذيب كل وسائل الإعلام التي نقلت تلك التصريحات !.
وسارع بإرسال بيان مقتضب للصحف يحمل عنوان " تنويه وتصحيح " يقول فيه " إن ما تضمنه الخبر لم يصدر عني إطلاقاً حيث إن ما ذكرته للصحفيين تحديداً هو أنه ستجرى عملية تطوير وتوسعة لمطار الخور حتى يستوعب فعاليات يوم الطيران المفتوح السادس العام القادم بسبب ضيق المساحة الحالية للمطار ، دون أن أتطرق من قريب أو بعيد لما تضمنه الخبر من معلومات عما أطلق عليه مشروع المدينة الفضائية الذي لا تتوافر لدي معلومات بشأنه، ومن ثم فلا أساس من الصحة لما نشر بالجريدة على لساني بشأن هذا المشروع ، ولذا وجب التنويه بضرورة التصحيح والنشر".
يبدو أن الصحف لم تتحمس لنشر تصحيح لخطأ لم تقع فيه ، أو مجاملة مسؤول على حساب مصداقيتها ، فكان أن أصدرت وحدة العلاقات العامة والاتصال بالهيئة العامة للطيران المدني تنويهًا آخر أرسلته للصحف المحلية حمل عنوان " تنويه " كررت فيه ما جاء في " تنويه وتصحيح " رئيسها وقالت فيه : " عند سؤال سعادته من قبل أحد الصحفيين عن المدينة الفضائية المزمع إنشاؤها كان رده واضحًا وصريحًا بأنه ليس لديه أي معلومات متعلقة بهذه المدينة ، وأن تلك المعلومات سيعلن عنها في حينها دون التطرق إلى قرب إنجاز المشروع ودون إعطاء أي معلومات تتعلق بالإطار الزمني لتنفيذه أو الدور الذي ستتولاه الهيئة في هذا المشروع ".
ولم تنس العلاقات العامة أن تضيف في تنويهها " حرصًا منا على العلاقات الطيبة التي تجمعنا بسائر الإخوة الصحفيين وممثلي الوسائل الإعلامية المختلفة ، نرجو منكم تصويب ما تم نشره سابقاً" .
من حق النعيمي أن يبرر لماذا قال ما قال ،ولماذا يتراجع الآن ، ولكن ليس من المقبول والمنطقي أن ينفي وجود تلك التصريحات من الأساس ، وإصدار بيان يدعي فيه ببساطة أن جميع الصحف المحلية فضلاً عن وكالة الأنباء القطرية اختلقت تلك التصريحات ونسبتها إليه.
كنا ننتظر أن يخرج رئيس الطيران المدني في مؤتمر صحفي ليعتذر للقراء لا أن يحاول " الطيران " من الموقف واتهام الصحافة والإعلاميين بعدم الدقة واختلاق تصريحات لم تحدث.
كنا نتصور أن يحاول النعيمي تصحيح ما قاله من معلومات لا أن يزيدها غموضًا بنفيها تمامًا ومحوها من الوجود ببيان صحفي ، فالنفي لن يعفيه من المسؤولية ولن يصحح الخطأ، وجعل الصحافة محل اتهام لن يمنح المسؤول المصداقية أمام الجمهور.
فلم يعد مقبولاً في عصر التنمية والنهضة الشاملة التي تشهدها قطر ،أن يتعامل بعض المسؤولين مع الإعلام والجمهور بطريقة " الكاميرا الخفية " بإطلاق تصريحات غير دقيقة ثم نفيها في اليوم التالي ، أو التهرب من المسؤولية وإلقائها على الصحف قبل مطالبتها بتكذيب نفسها أمام الرأي العام .
من الواضح أن رئيس هيئة الطيران المدني كان واقعاً تحت تأثير عدسات الصحافة وكاميرات الفضائيات ، فبدأ التحدث دون توقف وتطرق لمشاريع ربما لم تتبلور بعد ، وعندما أفاق وواجه الحقيقة بدأ البحث عن ضحية وهداه تفكيره إلى إلقاء المسؤولية على الإعلام بدلاً من الاعتراف بالخطأ .
إن مثل هؤلاء المسؤولين يفقدون مصداقيتهم بسرعة عند القراء، بإطلاقهم تصريحات غير دقيقة ومنافية للواقع أحيانًا حينما يتحدثون عن إنجازاتهم المؤجلة ،ومشروعاتهم التي لن تشهد النور، وبرامجهم الطموحة التي ليس لها ظلال من الحقيقة ، وبمرور الشهور والسنوات تتبخر الإنجازات والمشروعات والبرامج ويعتقد القارئ أنها "كلام جرايد" رغم أنها في الحقيقة كلام مسؤولين !.