الفوائد الأربعة في إختيار الزوجة الصالحة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفوائد الأربعة في إختيار الزوجة الصالحة
لكي تكون الأمة صالحةً فيجب أن تكون الأسرة صالحةً،إذ أنها نواة التكوين،
وبها ينصلح حال المجتمع ككل،فيجب أن تكون الأسرة صالحةً ليصلح بها المجتمع،وبداية هذه الأسرة الصالحة تكمن في إختيار الرجل الصالح لامرأةٍ صالحة،تشاركه حياته،
ليبنيا معاً بيتاً مسلماً صالحاً نقياً،
وقد حظنا النبي صلى الله عليه وسلم،على إختيار الزوجة الصالحة،فقال صلى الله عليه وسلم(تُنكح المرأة لأربع،لجمالها،ولمالها،ولحسبها،ولدينها،فاظفر بذات الدين تربت يداك)
والمعنى،إختر ذات الدين تكثر في بيتك البركة،فإن التراب علامةٌ على النماء وزيادة الخير،
وإن لاختيار الزوجة الصالحة فوائد عظيمة،وخيرات عميمة، لا تعود على الزوج فقط،بل تعود على المجتمع ككل،فإن هذه المرأة ستكون أماً وجدةً ومربية،فصلاحها يعني صلاح من تربيهم من الأجيال،
وقد لخص العلماء فوائد إختيار الزوجة الصالحة في أربعة فوائد،
(الفائدة الأولى)المرأة الصالحة تُدخِل السرور على زوجها، قال صلى الله عليه وسلم(الدنيا متاع،وخير متاعها المرأة الصالحة،التي إذا نظرت إليها سرتك،
وإن أمرتها أطاعتك،وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك)
(الفائدة الثانية)المرأة الصالحة تزيد في بيتها البركة، حتى وإن ضاق ببيتها الحال،تزداد البركة بوجود الصلاح وطاعة الله تعالى(فاظفر بذات الدين تربت يداك)
وإن حلاوة العيش لا تكمن في كثرة المال،فكم من أناسٍ كثرت أموالهم،ومع هذا يشتكون من ضيق العيش وعناء الدنيا،والسر في ذلك هو إبتعادهم عن طاعة الله تعالى،
(الفائدة الثالثة)المرأة الصالحة تُخرِج نبتاً صالحاً،وكما قيل قديماً،لا يخرج النبات الطيب من أرضٍ بور،فإن خلت المرأة من الدين،وابتعدت عن طاعة ربها،فهي كالأرض البور الخاوية،
ويدل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم،كمل من الرجال كثير،ولم يكمُل من النساء إلا أربع،خديجة بنت خويلد،وفاطمة بنت محمد،ومريم ابنة عمران،وآسية إمرأة فرعون،
فهذه خديجة رضي الله عنها،إنها المؤمنة الصابرة التقية النقية،التي آمنت بالنبي صلى الله عليه وسلم،إذ كذبه الناس،وواساته بمالها إذ حرمه الناس،وهدأت من روعه حين نزل عليه الوحي،وكانت أول من دخل في الإسلام على الإطلاق ودون تردد،فلا عجب أن تكون من النساء الكُمَّل،
وكذا إبنته فاطمة رضي الله عنها،فدل ذلك على أن صلاح المنبت يُخرِج نباتاً صالحاً،
(الفائدة الرابعة)عندما تقوم الساعة، ويعرف كل واحدٍ من البشر منزله،فإما إلى الجنة وإما إلى النار،يُحشَر المؤمنون مع أزواجهم وذرياتهم ممن كانوا على شاكلتهم من التقوى والصلاح،
قال النبي،صلى الله عليه وسلم(تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة)رواه أحمد،
قال الشيخ،رحمة الله،الودود يعني، كثيرة المودة، التي تتودد للزوج، لأن من النساء من يتودد للزوج بلين الكلام، والتجمل،ومن النساء من تكون بالعكس،بعض النساء إذا دخل زوجها وصدره ضائق، فعلت ما يُوِّسع صدره حتى يُسَّر ويزول عنه ضيق الصدر،
وبعض النساء إذا دخل زوجها وهو ضائق صدره، كتمت في وجه فزادته بلاءً وسوءً،
الأولى، نسميها ودوداً،
والثانية، بغوضاً،تُوجب أن يبغضها زوجها،
فالرسول عليه الصلاة والسلام أمر بأن نتزوج الودود،والحكمة من ذلك بأن الإنسان إذا ود زوجته، أحب ملاقاتها، وبملاقاتها يكثر النسل،ولهذا قال بعدها الولود، يعني كثيرة الولادة،
ومن فوائد هذا الحديث، أنه كلما كانت المرأة أقوى وُداً للرجل،كان ذلك أسعد للحياة، ويؤيد هذا قوله تعالى(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)وأن المودة محلها القلب، والقلب مدبر الأعضاء، إذا صلح صلحت، وإذا فسد فسدت، وإذا أحب أحبت، وإذا كره كرهت، فهو المدبر،
فإذا ألقى الله الود بين المرأة وزوجها، حصل لهما من الألفة والسعادة،
قال النبي،صلى الله عليه وسلم(تُنكح المرأة لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك)رواه البخاري،
لمالها، مثل أن تكون المرأة عجوزًا ولكن عندها مليارات،
تنكح المرأة لحسبها، وهذه معروف عند القبائل،لأنه إذا تحدث الناس وقالوا فلان تزوج من آل فلان ارتفع قدره،وأولاده أيضا ترتفع أقدارهم،لأنه يقال هولاء أخوالهم بنو فلان كما هو معروف،
لجمالها،يعني أن المرأة جميلة، ليست ذات مال، ولا ذات حسب، لكن جميلة، فيتزوجها لجمالها حتى لو لم تكن ذات حسب،
لدينها، امرأة ديِّنة،إن كانت ذات علم، يتزوجها لذلك،لأنها المرأة الدينة تعين على طاعة الله، وتقوم بحق الزوج على الأكمل، وتسايره في أموره،لأن صاحبة الدين إن غبت حفظتك،وإن أسررت إليها لم تخُنك في سرك، ولا في مالك، ولا في ولدك،ولا في أهلك،ولهذا قال فاظفر بذات،الدين) يعني اجعلها بمنزلة الغنيمة التي يظفر بها،أي صاحبة الدين،
وثق أنك إذا لزمت هذه الوصية من أنصح الخلق لك، فإنه ربما تنقلب هذه المرأة الدينة وإن كانت قليلة الجمال، تنقلب فتكون في عينك أجمل النساء،ولاحظوا أن الجمال ليس كل شيء،أحيانًا تكون امرأة جميلة، ولكن يجعلها الله في عين زوجها غير جميلة، فتجد الناس يتحدثون بجمالها، ولكن هي عنده ليست بجميلة، لأن القلوب بيد الله عز وجل،
فإذا أخذت بهذه الوصية فالعاقبة بلا شك حميدة،لأنك عملت بحديث الرسول،عليه الصلاة والسلام،بأن تتزوج امرأة ذات دين،
وقوله،تربت يداك، يعني التصقت بالترات، أو امتلأت ترابًا، أو علق بها التراب،وتربت يداك إن لم تظفر بها،أي أن الرسول،صلى الله عليه وسلم،دعى على من لم يظفر بذات الدين،
وهو كناية عن الفقر،
ومن فوائد هذا الحديث،
أن المرأة قد يتزوجها الإنسان لجمالها، وأنه لو تزوجها لجمالها فلا حرج عليه،وربما يكون الإنسان من عشاق الجمال فلا يغض بصره، إلا ذات الجمال،لإن الرجال يختلفون اختلافاً كبيراً في هذا الباب،
أن المرأة يجوز أن يتزوجها الإنسان من أجل دينها،فإن الرجل يجوز أن يتزوجها من أجل الدين،
لقوله(فاظفر بذات الدين تربت يداك)
وأنه ينبغي للإنسان أن يحرص على قبول وصية النبي،صلى الله عليه وسلم،في الحرص على ذات الدين،
اللهم ارزق شبابنا التقوى واجعلهم هداة مهتدين واجعلهم ازواجاً صالحين، وارزقهم زوجة صالحة تعينهم على دينهم،انك انت الرزاق الكريم ،أسأل الله لي ولكم الخير في الدارين،والثبات على الدين،اللهم أمين يارب العالمين.
