غزة: تاريخ ومقاومة العالم المجاهد نزار ريان
اسمه نزار عبدالقادر محمد ريان العسقلاني، ولد في مخيم جباليا قرب مدينة غزة عام 1959 لاسرة نزحت في الاساس من منطقة عسقلان عام 1948 بعدما طردتها العصابات الاسرائيلية اثر قيام الكيان الغاصب، حياته كلها كانت جهادا ضد الاحتلال، وهو جهاد تأسس على علم شرعي وجرأة واقدام وتواضع.
غادر قطاع غزة الى المملكة العربية السعودية حيث حصل عام 1982 على شهادة البكالوريوس في اصول الدين من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض، ثم الى الاردن حيث حصل على شهادة الماجستير من كلية الشريعة بالجامعة الاردنية عام 1990 واكمل مشواره العلمي بالحصول على الدكتوراه في الحديث الشريف من جامعة القرآن الكريم بالسودان عام 1994 عاد بعدها الى غزة استاذا لعلم الحديث الشريف بكلية اصول الدين بالجامعة الاسلامية بغزة، ليحمل القرآن وكتب الحديث في يد، ويحمل السلاح ضد المحتل في اليد الثانية في ارض انجبت العلماء والمجاهدين ولازالت.
برز الشيخ نزار في ميدان الدعوة الاسلامية في غزة وعلى مستوى فلسطين، وكان اماما وخطيبا لمسجد الخلفاء الراشدين ثم اماما لمسجد الشهداء بمسقط رأسه مخيم جباليا، حيث يتمتع بشعبية واسعة، وقد اعتقل مرات عديدة من قبل اسرائيل ووضع في السجن لاربع سنوات، ثم اعتقل من ازلام السلطة الفلسطينية الذين قاموا بتعذيبه، وكان يحفز الناس جميعا - واولهم ابناؤه - على الجهاد ضد الاحتلال واستكمال مسيرة التحرير، وقالت اسرائيل انه هو يدير العمليات الاستشهادية، كما كان العقل المدبر والممول لعملية ميناء اشدود في فلسطين المحتلة.
وقد قدم ابنه الثاني ابراهيم في عملية فدائية اثناء اقتحامه لمستوطنة دو غيت شمال القطاع عام 2001م، بينما قتل اخوه الاصغر واثنان من أولاد اخيه في محرقة غزة بداية العام الحالي، فيما اصيب ابنه البكر بلال وبتر قدمه اثناء مقاومته لاجتياح شمال قطاع غزة.
وكان قد قاد خلال سنوات ما بعد الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة عام 1994 حملة شعبية جريئة لمنع استهداف المنازل الفلسطينية بالصواريخ الصهيونية وذلك عبر تشكيل دروع بشرية، وكان يصعد مع مئات المواطنين الى اسطح البنايات، مرددين التكبيرات، في تحد واضح للاعتداءات الصهيونية.
شكل الشيخ نزار مع مجموعة من قيادات حماس حزب الخلاص الاسلامي في بداية عهد السلطة، وحمل عضوية المكتب السياسي في حركة حماس لعدة دورات متتالية حتى استقال العام الماضي من عضوية المكتب السياسي للتفرغ للبحث العلمي. وكان قد اوشك على ان ينتهي من شرح لصحيح مسلم في عدة مجلدات، وسلسلة عن انساب عائلات فلسطين لكن الله اختاره اليه، والاعمال بالنيات.
وتزوج الشيخ نزار من اربع نساء وهذا امر شائع في ارض تعج بالارامل والايتام ويشيع الفقر والعوز، ولديه ستة اولاد، وست بنات، وحفيدان.
اغتيل رحمه الله في قصف جوي اسرائيلي على منزله في مخيم جباليا الخميس الماضي مع زوجاته واحد عشر فرداً من ابنائه وبناته بعضهم لم يبلغ سنتين، ولا غرو ان يضعه اليهود على رأس قائمة اهدافهم فقد كان معروفا بشعبيته الكبيرة في صفوف الفلسطينيين، داخل وخارج حركة حماس، وازداد التفاف الجماهير حوله عقب اندلاع انتفاضة الاقصى عام 2000 لجرأته في تحدي جيش الاحتلال حتى في اشد الاجتياحات العسكرية الاسرائيلية على الرغم من اعتلال صحته فقد اجرى عملية للقلب المفتوح قبل سنوات فقط.
وبينما يتسابق ازلام سلطة محمود عباس على بناء القصور وجمع الاموال كان الشيخ نزار متمسكا بمنزله المتواضع في مخيم جباليا المكتظ في حياة متواضعة ومتقشفة، حتى في ملبسه، على الرغم من مكانته العلمية البارزة، نسأل الله ان يكتبه في الشهداء وان يدخله ومن سقط معه من اهله وذريته فسيح جناته.
الجولان الهادئ!!
مع العتب على مصر لموقفها من الحصار المفروض على غزة نتسائل: اين دمشق؟ ولماذا لم تبادر الى عمل شيء يتناسب مع سياسة «الممانعة» التي تعلنها؟ ولماذا تبقي جبهة الجولان هي المكان الاكثر هدوئا في العالم منذ 35 عاما؟!!
altabtabae@hotmail.com
تاريخ النشر 05/01/2009
وليد الطبطبائي