عابـــــر سبيـــــــــــل ...

[الحياة الخالدة]

يمــــر علينا .. خلال سنين حياتنا .. سواء طالت أم قصرت ..
كثير من الناس ..
يمرون علينا بسرعات مختلفة .. في ظروف مختلفة .. من الزمان و المكان ..
ثم يرحلون ..
سواء عن أعيننا .. أو عن قلوبنا ..
باختيارهم .. أو باختيارنا .. أو رغماً عن كلينــــا ..

يخلفون وراءهم .. أثاراً متفاوتـــــــة .. مشاعر متفاوتة .. و أحياناً .. لا مشاعر على الإطلاق ..

أحدهم يمر بسرعة البرق .. تعارف دقائق أو ساعات .. لحاجة معينة ..
قد تأخذ عنه انطباعاً جيداً .. و قد تحس تجاهه بالنفور و عدم الارتياح .. بسبب .. و أحياناً بدون سبب ..
إلا أنك ستنساه على أية حال ..

يمر عليك آخر .. تجبرك الظروف على البقاء معــــه لفترة من الزمن ..
تقضي معه الساعات الطوال .. تشاركه في الكثير من الأمور و أحياناً الأزمات ..
و قد تضطر لمصاحبته في السفر ..
يتبين لك معدنه ..
فإما أن ترتبط به برباط عميق ليصبح أقرب إليك من أخيك ..
و إما أن تستمر العلاقة به سطحية .. أو حتى تتكون بينك و بينه عداوات و خلافات لسبب أو لآخر ..

يمر عليك إنسان .. تجد فيه الكثير و الكثير مما حلمت به طوال حياتك ..
ترتبط به روحياً و جسدياً .. مرغماً في بعض الأحيان .. و باختيارك في أحيانٍ كثيرة ..
تعطي و تعطي .. و تأخذ .. أو يخيل إليك أنك تأخذ ..
و أنت راضٍ و قانع ٌ و سعيد ( عايش الجو على قولتهم ) ..
إلا أنك تفاجأ في يوم من الأيام .. بأن هذا الشخص .. ببساطة .. و بساطة شديدة .. لا يستحق ..
و بلهجتنا و تعبيرنا .. مب كفــــــــــو ..
يرحل .. و ترحـــــــل ..
ينسى .. و لا تنســـــــى .. و يظل لك منه في القلب غصة ..
و في الذكرى ألم متجدد .. و في البال درس قاسٍ لا تنساه ما حييت ..

من بعده يمر عليك أناس ..
قد يعطونك زيفــاً .. و قد يصورون لك الود .. و يبدون لك الحب و الاهتمام ( لحاجات في أنفسهم ) ..
لكنك تكشفهم بسهولــــــــة ( لأنك أصبحت ذا خبرة .. و المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ) ..
فيمضـــــــون من حياتك .. غير مأسوفٍ عليهم ..

عابر سبيل .. أنا .. و أنت .. هو .. و هي ..
و كلنا عابرون .. فماذا تركنا .. و ماذا ترك لنا الآخرون ..

تحياتي لكم جميعاً ..