تفاؤل خليجي وتحفظ قطري على توقعات سعر سهم الريان
عاش سوق الدوحة للأوراق المالية أمس مشهدا بقي غائبا عنه لفترة تزيد على 3 أشهر وفي الوقت الذي بدأ المستثمرون يكتفون فيه بمتابعة شاشات الأسهم عبر شبكة الانترنت في بيوتهم مغادرين السوق مع بقاء بعض المتعاملين بين حين وآخر عادت الحياة لتدب في السوق مرة أخرى مع قدوم مستثمرين قطريين ومستثمرين من كافة أنحاء الخليج اجتمعوا كلهم على هدف واحد لاستكمال كافة الاجراءات ذات العلاقة بادراج الريان اليوم.
الحدث الذي يعد من أبرز الأحداث التي يعاصرها السوق نظرا لضخامة مصرف الريان وضخامة أعداد المكتتبين على حد سواء جعل أفضل وصف لحالة المتعاملين أمس بأنه استنفار تام وتأهب كبير لتقديم الطلبات على الريان سواء كانت بيعا أو شراءً.
وربما لم تفلح كافة الاتفاقيات التي وقعتها مكاتب الوساطة القطرية مع مكاتب أخرى في دول مجلس التعاون الخليجي والبالغة 40 مكتبا في الحد من تخفيف الازدحام على العاصمة المزدحمة أساسا الدوحة وهو ما بدا جليا عبر الوجود الخليجي الملحوظ وبشكل كبير في أروقة البورصة أمس والذي شكل ضغطا كبيرا على مرافق السوق وموظفيه وعلى مكاتب الوساطة التي بذلت كافة الجهود لتوفير آليات التداول عن بعد.
وقد حمل متعاملون قطريون ادارة السوق في وقت سابق مسؤولية اعادة الازدحام الى السوق عبر بعض القرارات التي سمحت للخليجيين بتقديم طلباتهم على أسهم الريان من داخل قطر مجانا ودون استيفاء رسوم 120 ريالا على كل طلب تلك التي يجب دفعها لمكاتب الوساطة الخارجية والمتعاقد معها في دول مجلس التعاون ما دفع بعدد كبير من مستثمري الخليج بالقدوم الى الدوحة لتقديم طلباتهم وتحديدا أولئك الذين يملكون توكيلات بالبيع والشراء تزيد على الخمسين توكيلا لتصل في بعضها الى 100 توكيل أو أكثر.
مسؤولية الازدحام
من جهة أخرى ورغم التوقف الذي سيطرأ على منابع التكهنات والتنبؤات مع مباشرة تداول أسهم الريان اليوم لتكون الكلمة الحسم في النهاية لتعاملات المستثمرين في البورصة الا أن عددا من المتعاملين في السوق أمس لم يستطع الانتظار لليوم دون أن تكون لتوقعاتهم نصيب من سير التعاملات أمس وقد كان الفارق في التوقعات على شكلين أحدهما أكثر تحفظا وحذرا من جهة القطريين والآخر أكثر تفاؤلا من جهة الخليجيين.
ففي الوقت الذي حصر فيه معظم القطريين أمس وفي لقاءات سابقة مع الشرق السعر المتوقع للريان ما بين 25 و35 ريالا كان الجانب الآخر الذي يمثله الخليجيون أكثر تفاؤلا عبر توقعات العديد منهم بأن يتجاوز سعر سهم الريان الخمسين ريالا وقد يلامس الستين ريالا ويتجاوزها .
أكثر من 60 ريالاً
الشرق ولدى تجوالها في السوق ومحاولتها رصد الواقع الذي تعيشه البورصة قبل يوم من ادراج الريان التقت بعدد من المستثمرين الخليجيين والقطريين للوقوف على أسعار البيع والكيفية التي تتعامل بها معهم مكاتب الوساطة والتسهيلات التي يقدمها السوق وغيرها من الأمور المتعلقة بادراج الريان.
من جانبهم اتفق كل من سعود وعامر وعواد العنزي من المملكة العربية السعودية على أن الهامش السعري لسهم الريان يتراوح ما بين 50 و70 ريالا متوقعين ألا يقل السهم لدى ادراجه عن الهامش المذكور مؤكدين أنهم لم يعرضوا اسهمهم للبيع حتى الآن بانتظار مجريات اليوم الأول للتداول مؤكدين أنه من الأفضل لجميع المستثمرين عدم عرض أسهمهم بأسعار متدنية وامساك الأسهم لحين التحقق من واقع السوق كما ان امساك الاسهم وعدم التوجه المبالغ فيه للبيع قد يكون عاملا ايجابيا تجاه رفع سعر السهم ووصوله الى الحدود المعقولة من وجهة نظرهم.
تأن وترقب
وأضافوا أن التوجه للبيع هو الذي يطغى على صغار المتعاملين أو المستثمرين الفرادى الذين تكون مخططاتهم آنية وليس لديهم توجهات لامتلاك السهم على المدى الطويل، قائلين هذا هوحال معظم المستثمرين مؤكدين أن نية شراء أسهم الريان تبرز لدى المحافظ والصناديق الكبرى والمؤسسات ذات الخطط الاستراتيجية طويلة الأمد.
وأشاروا إلى مشاهدتهم لاعلانات من قبل بعض الشركات الكبرى في الرياض تطلب فيها شراء أسهم الريان من الراغبين في البيع.
من جهة أخرى أشار المستثمرون السعوديون الى صعوبة بعض الاجراءات التي رافقت الريان بدءا من الاكتتاب وحتى قبل الادراج بساعات تلك الصعوبات المتمثلة بالتوكيلات والمتطلبات العديدة لتصديقها من وزارة الخارجية السعودية والسفارة القطرية ومن ثم وزارة الخارجية القطرية اضافة لتكلفة التي تترتب على المستثمر جراء قيامه بكافة تلك الاجراءات من تنقل واقامة ومصاريف شخصية.
وأكد المستثمرون السعوديون أن وجودهم أمس في السوق المالي جاء لاستكمال بعض الاجراءات اضافة لاستطلاع الحالة التي يعيشها السوق ورصد الأجواء التي تسبق الادراج والتي من الممكن أن تشكل لهم مؤشرا لاتجاهات السهم والقيمة التي من الممكن أن يصل اليها.
استطلاع واقع السوق
وبينوا وجود بعض المعقات لدى توجههم الى مكاتب الوساطة والمتمثلة بعد قبولها الطلبات منهم شخصيا مناشدة اياهم تقديم طلباتهم عبر الاتصال الهاتفي وقال أحدهم إن احدى شركات الوساطة قالت له انها سجلت الأرقام الهاتفية التي تم اعتمادها أثناء وقت الاكتتاب وبانها أي المكاتب لن تقبل اتصالا من هاتف ليس مسجلا لديها منوها بأنه قام بتغيير رقم هاتفه عدة مرات من ذلك الوقت وهل يعني ذلك أنهم لن يستقبلوا اي اتصال منه الآن.
من جانبه أكد المستثمر حسن ابراهيم التميمي أن توقعاته لسعر الريان تشير الى أنه من الممكن أن يتراوح بين 35 و45 ريالاً مع احتمال قوي بان يصل السعر الى 30 ريالا منوها بأن حالة التراجع التي يشهدها السوق حاليا ستلقي بظلالها على سهم الريان بحيث تخفض سقف التوقعات لسعر السهم قائلا إن ادراج الريان لو تم قبل شهرين من الآن لرفع سقف التوقعات بوصول سعر السهم الى 100 ريال.
مكاسب مستقبلية
وبين التميمي اصراره على ضرورة التمسك بالسهم مطالبا المستثمرين بعدم التسرع بالبيع والتفريط بالأسهم قائلا إنه بالتأكيد هنالك كثير من المستثمرين ممن هم بحاجة الى السيولة الآن وينتظرون ادراج الريان لسداد بعض الالتزامات او للتكفل بمصاريف معينة مجددا مطالبته للمستثمرين غير المحتاجين حاليا لعوائد اسهم الريان للتريث والتمهل قبل اصدار أوامر البيع نظرا لان الريان بنك ضخم ورأسماله كبير ومن المؤكد أنه سيحقق انجازات هائله ستعود بالنفع على مساهميه.
من جهة أخرى أوضح التميمي أن سهم الريان سيكون سهما جيدا للمضاربة على صعيد آخر كما أنه قام بعرض جزء من اسهمه للبيع مبديا رفضه لفكرة ان يتم تنفيذ أمر البيع وفق ما يسمى بسعر السوق حيث حدد هو سعر أسهمه المعروضة للبيع مشيرا الى أنه تبع التوقعات وكافة المؤشرات المتاحة والتي تناقلها المستثمرون في الفترة الماضية وقام بعرض أسهمه للبيع على سعر 45 ريالا للسهم.
الى ذلك أضاف المستثمر في سوق الدوحة للأوراق المالية حسام عنبرجي بانه لا يتوقع تعاملات ضخمة على أسهم الريان في أول أيام الادراج مشيرا الى أنه وحتى يستطيع المستثمرون الوصول الى سعر عادل للريان يجب ألا يقل حجم التعاملات في اليوم الأول عن 2 مليار ريال مشيرا الى أن معظم التعاملات ستتركز على أسهم الريان مقابل انخفاض كبير على التعاملات التي ستشهدها أسهم الشركات الأخرى.
تراجع المؤشرمن جهة أخرى لم ينج مؤشر الأسعار في سوق الدوحة المالي أمس من حالة الاستنفار العامة التي يعيشها السوق بانتظار ادراج الريان ليتراجع المؤشر ما يزيد على 78 نقطة وبنسبة 1.02% مغلقا على 7.627.04 نقطة.