ان الابناء صفحة بيضاء ، ان لم يشكلها الوالدان شكلتها البيئة ، فان لم يرسخا الوالدان الاخلاق الحميدة و الافكار الصحيحة في قلوب ابنائهم رسخت البيئة الاخلاق السيئة والافكار الخاطئة لدى هؤلاء الابناء ، ومن ثم يقع الطفل او المراهق في يد الذئاب البشرية و يبدأ مشوار الشذوذ وغيره من الانحرافات السلوكية ، لذا ايها الوالدان ، انتم من اوقعتم ابنائكم في الشذوذ ، والدليل على جريمتكم ، هو انه يوجد ابناء اخرين لم يشذوا ولم يستطيعوا الذئاب البشرية التأثير عليهم ، والمقصود بالبيئة هم الاصدقاء في المدرسة او خارجها ، كابناء الحي و ابناء الاقارب و ربما يكونو ابناء العم و العمة او ابناء الخال و الخالة ، لا تستبعدوا ذلك فقد سمعنا الكثير عن تلك المواضيع ، فيجب علينا الحذر منهم ايضا ، ومراقبتهم و جعلهم يلعبون امام اعيننا دائما و ليس بالغرف المغلقة ،حيث ليس كل قريب يمتلك ضميرا حيا ولا نعلم كيفية تربية اقاربنا لابنائهم ، فالبيوت اسرار ، ان بعض الوالدين لا ينبهون ابنائهم من الذئاب البشرية بطريقة مقنعة فيبصبحوا فريسة سهلة لهؤلاء الذئاب ، اذا ايها الوالدان تعلمو كيفية ترسيخ الاخلاق الحميدة و الافكار الصحيحة لدى اطفالكم منذ الطفولة ، بالاقناع و ليس بالضرب ، و اذا لم يقتنع الطفل فاعلمو ان الخطا من اسلوبكم المتخذ وليس من الطفل المسكين ، ومن يعينكم على اقناع اطفالك هم اهل العلم و اهل الدين ، واهل العلم هم الاخصائيين النفسيين ، فهم اعلم الناس بكيفية تركيبة النفس البشرية ، وحينما اركز على تعليم الاخلاق منذ الطفولة ، اعزز ذلك التركيز بالمقولة الشهيرة : العلم في الصغر كالنقش على الحجر ، حيث الاخلاق علم بذاتها ، لذا ايها الوالدان قربوا ابنائكم منكم كي يصارحوكم بما يحدث معهم في المدرسة او مع الاصدقاء او ابناء الاقارب ، نصيحيتي الاخيرة لوالدا الشاذ او الشاذة ، كفوا عن التركيز على التعليم و جمع الاموال فقط ، وسارعو بعلاج ابنائكم بالعلاج النفسي و ذلك بالسؤال عن افضل الاطباء النفسيين و ليس اي طبيب ، فليس كل طبيب كفؤ ، اسرعوا قبل تفاقم الامور كي نحظى بمجتمع سليم .